الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
سأذكر لكم يا أخواني وأخواتي اليوم الصحابي : ( عثمان بن عفّان رضي الله عنه ) .
رجل استحيت منه الملائكة .
اشترى الجنة مرتين .
لم يتزوج ابنتي نبي غيره .
أول من هاجر بأهله بعد نبي الله لوط عليه السلام .
بم ينتظر من التاريخ كلمة ثناء ، ولا من أحد عبارة شكر .
إنه : ذو النورين عثمان بن عفّان رضي الله عنه ، أبو عبدالله القرشي الأموي ، المكي، ثالث خلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأحد الستة الذين توفى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم ارضِ .
ولد في السنة السادسة من عام الفيل ، شبّ في الترف والنعيم ، كان نقي الضمير ، طاهر الفطرة ، نأى بنفسه عن دنس الجاهلية ، وانطوى فؤاده الشفاف على أخلاق سامية ازدادت بالإسلام تألقا ونصاعة .
تسرّب الإيمان إلى مهجة قلبه ، وسكن صوت الداعي فؤاده ، فأسلم وانضم إلى طليعة المؤمنين ، شهد فجر الإيمان ، وأخذ مكانه مع السبعة الأوائل الذين أحاطت قلوبهم المتلهفة برسول الله صلى الله عليه وسلم .
امتلأ ضميره الريان صفاء ، فجاء إسلامه وديعاً سلساً ، لم تكن فيه عثرة ، امتحن وإيمانه في المهد ، وتولى أمر تعذيبه عمه الحكم بن أبي العاص ، فأوثقه في القيود ، ولما رأى صلابة دينه تركه .
هاجر إلى الحبشة بأهله ، يحمل إيمانه بين جوانحه ، خرج من الثراء والنعيم ، ترك الحياة المستقرة المترعة بالراحة إلى فراغ مجهول تتهدده فيه الأخطار ، فكان أول من هاجر بأهله بعد نبي الله لوط عليه السلام .
سُمي بذي النورين ، لتشريفه بالزواج من ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم رقيه ثم أم كلثوم رضي الله عنهما .
أُمه : أروى بنت كريز بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم ، أسلمت وهاجرت وتوفيت في خلافته .
شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ،أُحدا والخندق ، وضرب له سهم في بدر حين حبسه تمريضه وسهره مع زوجته رقية رضي الله عنها بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معدود في البدرين .
استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوتي ذات الرقاع وغطفان ، كان ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير ، جميل الوجه ، حسن الثغر ، دَمِث الأخلاق ، حمل أثقال الخلافة وهو في السبعين من عمره ، وكان من أحسن الناس منطقاً وحديثاً .
قال عبدالرحمن بن حاطب : ما رأيت أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث أتم حديثا ولا أحسن من عثمان .. إلا أنه كان رجلا يهاب الحديث .
وقال أبو هريرة رضي الله عنه : اشترى عثمان الجنة مرتين ، حين اشترى بئر رُومة ، وجهز جيش العسرة .
طوى عثمان بن عفّان رضي الله عنه صدره على حياء فريد من الطراز الأول ، وكيف لا وهو رجل تستحي منه الملائكة .؟
واضطجع النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنها كاشفا على فخذيه .. فاستأذن أبو بكر رضي الله عنه فأذن له وهو على تلك الحالة ، فتحدث معه ما شاء الله ، ثم استأذن عمر ابن الخطاب فأذن له وهو كذلك ، فتحدث معه ما شاء الله .. ثم استأذن عثمان بن عفّان رضي الله عنه ، فاعتدل النبي صلى الله عليه وسلم جالسا وسوى ثيابه وغطى ساقيه ، فدخل عثمان رضي الله عنه ، فتحدث ما شاء الله ثم خرج .
فقالت عائشة رضي الله عنها متعجبة : يا رسول الله ! دخل أبو بكر فلم تهش له ، ولم تباله ، ثم دخل عمر فلم تهش له ولم تباله ، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك !
فقال النبي صلى الله عليه وسلم وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامه رقيقه : يا عائشة !! ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة .
وفي رواية : إن عثمان رجل حيي ، وأني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إليّ حاجته .
ويدفعه حياؤه أن يكون في بيته والباب مغلق ، فيضع ثوبه ليفيض عليه الماء ، فيمنعه حياؤه من أن يقيم صلبه .
وفي أسف وحزن يصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ويرغب الناس على الإنفاق من أجل الجهاد ، فقال صلى الله عليه وسلم : من يجهز جيش العسرة ؟ .
فقال عثمان رضي الله عنه بصوت صادق النية : علىّ مئة بعير بأحلاسها وأقتابها ( بعدتها وعتادها ) في سبيل الله ، ثم حضّ النبي صلى الله عليه وسلم ثانية .
فقام عثمان رضي الله عنه يجيب على صيحة الرسول صلى الله عليه وسلم بالإجابة قائلا : يا رسول الله عليّ مئتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله .
ثم ارتفع صوت النبي صلى الله عليه وسلم ثالثا يحض على تجهيز جيش العسرة .
فقام عثمان رضي الله عنه يجب على صيحة النبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، عليّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم متهلل الوجه مشرق الأسارير وهو يقول : ما على عثمان ما عمل بعد هذا ، ما على عثمان ما عمل بعد هذا .
بل لم يكتف عثمان رضي اله عنه بما صاح به جهرا على الملأ في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، فأطلق العنان لنفقة السرّ تفوق كل غاية ، فجهز تسعمائة وخمسين بعيرا ، وخمسين فرسا أكمل بها الألف .
وبعدما انتهى من تجهيز جيش العسرة حمل عثمان بين يديه صرة ضمت ألف دينار فنثرها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فراح صلى الله عليه وسلم يقلبها بين يديه ويقول : ما ضرّ عثمان ما عمل بعد هذا اليوم .
توفي رضي الله عنه عندما هجم الثوار عليه ، فقتلوه في بيته وهو صائم يقرأ المصحف .. وهوى جسده الطاهر تحت سيوفهم مثخنا بالجراح سنة 35 للهجرة وعمره 82 سنة ، ومدة حكمه 12 سنة إلا 12 يوما رضي الله عنه .
وقيل في ليلته أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم في المنام تفطر عندنا اليوم في الجنة تفطر عندنا اليوم في الجنة وعندما استيقظ رضي الله عنه صبح صائما وهو يقرأ القرآن فقتل رضي الله عنه وهو صائم يقرأ القرآن فصدقت رؤيته رضي الله عنه .
تخيل أخي الكريم ما مدى حب الصحابة رضي الله عنهم جميعا لدين الله وللإسلام ولعزته فلم ير الإسلام في عهدهم ذل قط فهم أفضل الناس بعد الأنبياء عليهم السلام ( لا نفرق بين أحد منهم ) عليهم السلام ،
اللهم أرضى عن صحابة رسول الله صلى الله عليه اللهم أجعلهم في عليين اللهم واجعلهم مع النبي في جنة الخلد
آمـــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــن يــــــــــــــــا رب العــــــــــالــــــــمــــــــيــــــــــــن .
وهذا والله أعلم وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبة أجمعين
ملاحظة : هذا العمل من جهدي أنا لكم يا أخواني وأخواتي في الله وأسال الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يحفظنا من كل شر ( العمل خاص بي أهديه لكم وشــــــكــــراًَ)