بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
سأذكر لكم يا أخواني وأخواتي اليوم الصحابي : ( أبو بكر الصديق رضي الله عنه ) .
أرحم الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
رجل هتف به القدر .
كانت خلافته السطور الأولى في نعى إمبراطورتي فارس والروم .
لم يسع للزعامة بل سعت الزعامة إليه .
مدرسة من مدارس الإيمان .
إذا لقيك لقيك بقلب ملك ولسان نبي ، شاخت شهوة الدنيا في قلبه إنه :
عبدالله بن عثمان القرشي ، أبو بكر بن أبي قحافة التيمي ، أفضل أتباع الأنبياء .
أول الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأول من أسلم من الرجال ، ولد بعد عام الفيل بسنتين ونصف ، لم يكن في حسابه أن التاريخ سيحكى قصته للأجيال من بعده ، جاء إيمانه غضّا .
لم يتلعثم إيمانه الغض ، ولم تكن له كبوة ، كان فؤاده ينطوي على رغبة عارمة ، وحسن سجية ، عندما أبصرت روحه الطاهرة موكب النبوة صدح بكلمة الحق ، فآمنت فطرته وفطنته ، هرب بشرفه مستنقع الجاهلية ، فلم تصافح شفتيه الخمر ، ولم ينحن صلبه لوثن ، وازدهرت خواطره .
لما أسلم أضيف إلى صدق فطرته صدق دينه ، وازداد خاطره المزدهر تألقا .. عتيقا لجمال وجهه ، صدق النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج فسماه صديّقا .
ألقى بنفسه وماله في خدمة الدين الجديد ، وراح يحيط بالنبي صلى الله عليه وسلم فهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وثبت معه في الغار ، وشهد المشاهد ، ضرب أروع دروس الفداء ، جرد من نفسه ألف فارس وفارس ، وقف كالليث الثائر أمام المرتدين ، فكان معه من الشجاعة والإيمان ما يغير سير الزمان ، فقهر المرتدين وأطفأ نارهم المستعرة .
قال عنه صلى الله عليه وسلم : إنه ليس من الناس أحد أمنّ علىّ في نفسه وماله من أبي بكر ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن خلّة الإسلام أفضل .
ثم صاح صلى الله عليه وسلم : سدوا عني كل باب في هذا المسجد غير باب أبي بكر .
أنفق الصديق حياته على الخير ، ونثر روحه الوثيرة على الفضائل ، فلا تهوى إلى مسامعه خصلة يحبها الله ورسوله إلا هرع إليها .
وفي كوكبة من الصحابة رضي الله عنهم جلس النبي صلى الله عليه وسلم .
فراح يسألهم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟
فقال أبو بكر رضي الله عنه : أنا يا رسول الله .
ثم سأل صلى الله عليه وسلم : فمن تبع منكم جنازة ؟
فقال أبو بكر رضي الله عنه : أنا يا رسول الله .
ثم سأل صلى الله عليه وسلم : فمن عاد منكم مريضا ؟
فقال أبو بكر رضي الله عنه : أنا يا رسول الله .
فقال صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة.
تربع النبي صلى الله عليه وسلم في زمرة من الصحابة ، ومضى ينثر الدر من فمه ، ويعطر الأسماع
بحديثه .
فقال صلى الله عليه وسلم : من أفق زوجين ( أي شيئين من المال ونحوه ) في سبيل الله نودي من أبواب الجنة : يا عبدالله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة .
فخرج الصديق من صمته قائلا : بأبي وأمي يا رسول الله ، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟
انفرجت شفتا النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : نعم وأرجو أن تكون منهم .
ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، يصف جود الصديق : والذي نفسي بيده ما استبقنا إلى خير قط إلا سبقنا إليه أبو بكر .
بلغ ثراؤه أربعين ألف دينار أنفقها كلها في سبيل الله وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقضي فيها كماله .
وقال صلى الله عليه وسلم : ما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر .
لم يطلب الدنيا ، ولم تطلبه ، كانت ذاكرته تعي وتستحضر فرار النبي صلى الله عليه وسلم منها .
فأناخ بقلبه في واحة الزهد وتزينت له الدنيا فأغمض عينيه .
وتقول عائشة رضي الله عنها : مات أبو بكر وما ترك دينارا ولا درهما ، وكان قد أخذ ماله فألقاه في بيت المال .
كان رضي الله عنه سريع الدمعة ، رقيق القلب .
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : إن أبا بكر رجل أسيف رقيق ، فإذا قام في الصلاة أخذه البكاء ، وغلبه فلا تسمع قراءته من بكاءه .
سكن الحياء قلبه ، ورغم شموخه كالطود إلا أنه يكون صغيرا عندما تغشاه هالة ثناء أو تأتي أذنه كلمة مدح .. فترى قلبه يغوص في قاع نفسه حياء .
ويلتقط أنفاسه المتناثرة متضرعاً : اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لي ما لا يعملون ، ولا تؤاخني بما يقولون .
كان يعتق الأرقاء الضعفاء بمكة ، وراح يعتق العجائز والنساء إذا أسلمن .
فأتاه أبوه أبو قحافة فقال له : أىُّ بني أراك تعتق أناسا ضعافا ، فلو أنك أعتقت رجالا جلداً أقوياء يقومون معك ، ويمنعونك ويدفعون عنك .
فقال أبو بك رضي الله عنه بإخلاص يفوق رسوخ الجبال : يا أبت أنا أريد ما عند الله . فأنزل الله عز وجل قوله : فأما من أعطى وأتقى .
فاضت روحه على أجنحة الشوق تزفها الملائكة سنة 13 هجري ، وعجت المدينة بالبكاء كيوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكان عمره 63 سنة ، ومدة خلافته سنتان وثلاثة شهور ، وثمانية أيام ، ودفن جسده الطاهر لجوار النبي صلى الله عليه وسلم ، رضي الله عنه وأرضاه .
وهذا والله أعلم وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبة أجمعين
ملاحظة : هذا العمل من جهدي أنا لكم يا أخواني وأخواتي في الله وأسال الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يحفظنا من كل شر
يا شباب الله يحفظكم هذا المواضيع الذي أضفتها أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضي الله عنهم أجمعين وعلى الصحب الكرام أخي كتبها للمنتدى الي مشارك فيه وهو تعب فيها الصراحة كثير كتبها وما نقلها وأنا أتحدى أي واحد يجيب هادا الموضوع من أي منتدى تاني أتحدى أي واحد فأرجوا من الجميع أن الذي يريد نقل الموضوع ذكر مصدر الكاتب لمن أضفت المواضيع والله أخويا زعل علي كثير لأنو ما ضافهم في المنتدى الي مشارك فيه فيا شباب الله يخليكم أذكروا أسم المصدر