عزيزتي
لن تكون قد مضت سوى لحظات و جيزة منذ ان تكوني قد عثرت على هذه الرسالة التي بين يديك الآن .أرجو أن تقرئيها و أنت مستلقية أحسن ما يكون الاستلقاء على أحد الكراسي الكبيرة الوثيرة بغرفة الاستقبال..اذ ستعينك و سائل الراحة ربما على كبح مشروع قلق..بكاء محتمل..نعم ستساعدك وسائل الراحة على قراءتها حتى النهاية..دون شك الرسالة موجهة اليك..لك الحق فيها وحدك لأنها تخصك وحدك..انها وصيتي اليك.
عزيزتي..أنت تعرفين كل شيء عن المرسل..عن عنوانه..عن أهله الذين لم تكن شؤونهم يوما ما أسرارا بالنسبة اليك الا ما ندر...أنت تدخلين الى البيت حتى دون استئذان..الكل يرحب بك..
على أي رسالة مني اليك وجدتها الآن في انتظارك..شيء غير معتاد..ان لم يكن غير عاد..فلا ساعي البريد أوصلها لك..و لا أنا سلمتها لك..واقع الرسالة لا يزيد عن أن يكون حالة واقعية امتد بها الزمان منذ شهور..
عزيزتي ..ستجدين في الرسالة أني مدين لك بكل شيء..و لا شيء في آن واحد..وهذا اليوم قررت ان اضع حدا لصمت رهيب تحقق معه تحول جذري كبير في مواقفي الصارمة..اذ لم أعد أشعر في دواخلي بتلك الهزات العنيفة التي تقودني الى حيث شاءت و أنا أفكر فيك..
لقد آلمني حد الألم هذا الواقع الذي أصبح واقعي وحدي دونك..الآن هذا الواقع أسميه اتخاذ موقف..موقف يمقته كل الناس..كل البشر..أنا الآن انتحر على ذكراك..فقط أرجو منك عدم طلب تشريح الجثة ففي حالتي الانتحار كان بعد التشريح مباشرة.