لا نُلهينّكِ يا غزةُ !
إنا عنكِ مشغولونَ ! بكأسِ العالمِ ، وجوهرةِ الأرضِ ، والولاءِ والبراءِ في الملاعبِ والمدرجاتِ ! تُُرى يا غزةُ ! من ستضعفُ قوتُه من الفرقِ والمجموعاتِ ، ويُخرجُ من الملاعبِ عاجزًا منهزمًا ؟
كأسُ الأرضِ مجدٌ كالنجمِ علوُه ، وكالجوزاءِ مكانُه ! الكأسُ ( محلُّه سامقٌ ، ومجدُه باسقٌ ، وشرفُه نجمٌ طارقٌ ) فمن نالَه رفعَ من الترابِ إلى السحابِ ! فيا غزةُ ـ في ظنكِ ـ من أحقُّ الدولِ بنيلِ هذا الشرفِ ؟
غزةُ ! لا أريدُ أن أزيدَكِ غمًّا إلى غمِّكِ ! لكنّ هناكَ خبرًا سينغصُ عيشكِ ! سيغيبُ اللاعبُ العالميُّ ( فلان ) ، عن المباراةِ القادمةِ ! لأنّه أصيبَ في قدمِه ! واللاعبُ المشهورُ ( علان ) جفتْهُ عشيقتُهُ ! لا أدري كيفَ سيلعبُ بقوةٍ ؟! وهو مُدلّه العقلِ و متشتتُ الفكرِ ؟
ولكنّ هناكَ بشرًى ستذهبُ أحزانَكِ ، وتشفي فؤادكِ ، وهي عودَةُ اللاعبِ الكبيرِ ( فلنتان ) من الجَمامِ نشيطًا معافًى ! والأكبرُ من ذلكَ نجاحُ الفريقِ العالميِّ ( علنتان ) أمامَ خصمِه الشديدِ في ليلةٍ مسكيةٍ !
لا نُلهينكِ يا غزةُ ! .. فإنّا مشغولونَ بتحريرِ المرأةِ ، ونزعِ حجابِها ! وكسوتِها بالضيّقِ والشفافِ والقصيرِ وتعليمِها قيادةََ السيارةِ والخروجَ في الشوارعِ و الفضائياتِ وعصيانَ زوجِها وأبيها وأخيها والتطاولِ عليهم وإخراجِها من بيتِها لتبيتَ في كلّ شاشةٍ وصفحةٍ وجوالٍ وعينٍ وفرجٍ !
إنّا مشغولونَ بإنشاءِ القنواتِ والشبكاتِ ونشرِ الكتبِ والمجلاتِ لنثقفَ ألوانَ الفجورِ والفواحشِ لننفضَ رهجَ الجهلِ عنّا .. واسوءتاه ! فنحنُ لا نعرفُ كيفَ ننشئُ العلاقاتِ الجنسيةَ ، ونجهل أنواع الخمور ، وعلمُ الموسيقى والرقصِ ، لا يسعُ المثقفَ جهلُه ، وعندنا ضيقُ أفقٍ فمازالَ هناكَ ، مقدساتٌ ، وشعائرُ !
غزةُ .. لا أعلّ اللهُ لكِ جسمًا ..
اعتصمي باللهِ وحدَه فلا عاصمَ اليومَ ! ولا تخشي اليهودَ ، فهم أجفلُ من نعامة ! فكلما هوى حجرٌ حسبوهُ صاروخًا على هاماتِهم ! وكما هبتْ نسمةٌ ظنّوها دبابةً تكرُّ عليهم !
وما تطويقُهم إياكِ إلا شاهدًا على حطتِهم ! فقد بالَ الشيطانُ في مسامعِهم ، فاستجابُوا ، فاستزلَّهم ، فتاهُوا وتجبرُوا ! ولابدَ لمن ركبَ هذا المركبَ الوعرَ أنْ يخنسَ ويصغرَ ! مهما طالَ ليلُه وعظمتْ قوتُه وكثرتْ أعوانُه !
غزةُ ! .. اللهُ أرحمُ بنا من أُمّنا وأبينا يعلمُ أنّكِ مظلومةٌ مهضومةٌ ، ففوضي أمركِ إليه فهو نصيرُ الظالمين وظهيرُهم !
كمْ أمةٍ سكرتْ بكأسِ غرورِها ذهبَ الإلهُ بجيشِها الأسطوري
صدقتَ حسانَ الصحوةِ !
حسين العفنان