بسم الله الرحمن الرحيم
،
،
،
رسَمنا من أحلامنا " لوحةً مُتقنة " وحصرنا الجمال والنقاءً عليها ،
فتحول واقعنا إلى صور مُملة بألوان باهتة لا تجذبنا ولا تكاد تؤثر فينا ،
وفي كُل مرة نُعيد النظر لتلك الصور
يُسيطر علينا البؤس ورغبة جامحة في اللوحة " الحلم "
/
خيال من الأماني والأحلام ،
نَمت "بداخلنا" حتى تكورنا نحنُ "بداخلها" ،
فسيطرت على قلوبنا وعقولنا ،
وقيدتنا بخيوط من وهم على مقاعد باردة تجمدت عليها حتى مشاعرنا ،
طال انتظارنا لبزوغ شمسها بالقدر الذي أتسع فيه مدى أبصارنا
حتى لم نعُد نرى ما بيننا وبين الأفق البعيد ،
تلك هي أحلامنا التي كُلما ازددنا نحنُ تعلقاً بها ازدادت هي جحوداً ..!
/
إلى متى نربط سعادتنا بتلك الأحلام التي "قليلاً" ما تأتي و"غالباً" لا تأتي ؟!
وهل تستحق أن نحبس أنفسنا "خارج الحياة" ونحنُ مازلنا على "قيد الحياة" ؟!
وكيف نُعطل "كُل" أسباب السعادة من أجل أن نحلُم "ببعض" السعادة ؟!
/
لنتأمل فيما حولنا بل لنتأمل في أنفسنا سنجد أن نعم الله علينا كثيرة ،
وقد انشغلنا عن الاستمتاع بها وشكرها بطلب غيرها ،
ولم نُقدر ما وهبنا الله في حين حُرم منه الكثير ،
لأن عالم "أحلامنا" أنسانا جمال "واقعنا"..
/
من "العدل" أن تكون لنا أحلامنا الخاصة ،
ولكن "الظُلم" كُل الظُلم أن نبقى "أسرى" لتلك الأحلام ،
فتتجمد حرارة الحُب في قلوبنا ،وتختفي مشاعر القناعة والرضا من نفوسنا ،
ويتوقف تفاعلنا مع "واقعنا" وتقُبلنا له ،ويتعطلُ إحساسنا بروعة الحياة ،
...... ريثما تتحقق"الأحلام "!
/
" صحوة "
إن "واقعنا" الذي تسرقنا منه أحلامنا وتحبسنا بعيداً عنه ،
هو بالنسبة لآخرين "حلماً" يسرقهم من واقعهم ..
فلا نحنُ "سعدنا" به ولا هُم وصلوا إليه ..